مواكبة الشباب عبر الرعاية الطبية والاجتماعية
تشكل ظاهرة سلوكات الإدمان إشكالية صحية رئيسية، إذ تحاول الدول والمنظمات الوطنية والدولية التقليل من تأثيرها عن طريق المجهودات القانونية والطبية والعمل الميداني. كما أن محاربة المخدرات والوقاية من سلوكات الإدمان تمثل تحديا حقيقيا على المستوى الوطني، خاصة في صفوف الناشئين. هذه الفئة، الأكثر هشاشة، غالبا ما تقدم على استهلاك المخدرات في مرحلة عمرية مبكرة.
يعاني الشباب جراء ذلك من الضيق بالنفس والاضطرابات السلوكية والإقصاء الاجتماعي...لذلك فهم يحتاجون عناية وحماية خاصة، ولاسيما إذا كانوا منحدرين من أوساط معوزة. منذ عام 2010، والمؤسسة تشتغل في هذا الاتجاه عبر استراتيجية رعاية خاصة تم تنظيمها وتكييفها لتتلاءم مع الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، حيث تركز جهودها على السكان الأكثر عرضة للإدمان، أي الشباب والأشخاص الذين ينحدرون من أوساط فقيرة.
تدمج هذه الاستراتيجية البعدين الطبي والاجتماعي، وتعتمد على نهج القرب وتسهيل الولوج إلى العلاج والمواكبة. كما تقوم على نموذج عملي للتعاون بين الوزارات والشراكة مع المجتمع المدني. يمكن هذا النموذج من إشراك المتدخلين المنخرطين في هذه القضية الوطنية، فضلا على الكفاءات المناسبة لتولي الرعاية خاصة على المستوى المحلي.
قام برنامج محاربة سلوكات الإدمان بإعداد بنيات خاصة للمواكبة، وهي مراكز علاج الإدمان التي تم إنشاؤها في مختلف أنحاء المملكة، مع مراعاة نوع الإدمان المنتشر في كل منطقة. وعلى سبيل المثال، تبين أن المخدرات الصلبة أكثر انتشارا في جهة الشمال فيما تعرف جهة الشرق تفشيا واسعا لاستهلاك حبوب الهلوسة.
وتكفل الرعاية حسب نوعية الإدمان، ويتم توفيرها عبر تدخل منسق بين أطر وزارة الصحة والجمعيات المحلية. كما أن فرق التدخل تكون متخصصة في مجال الرعاية والوقاية من الإدمان بشتى أنواعه. وهي مقسمة إلى قطبين، قطب صحي وآخر مجتمعي.
تشرف على تدبير القطب الصحي وزارة الصحة التي تخصص موارد بشرية مختصة في علاج الإدمان (أطباء متخصصون في طب الإدمان، أطباء نفسانيون، وأخصائيو علم النفس، وممرضون). وتشمل الرعاية الصحية متابعة في الطب العام وطب الإدمان والطب النفسي إلى جانب مناولة الميثادون.
أما القطب المجتمعي، فتقوم بتدبيره جمعية محلية مكونة من مهنيين من القطاع الصحي علاوة على فاعلين اجتماعيين متخصصين في محاربة سلوكات الإدمان يتكلفون بالوقاية والتوعية والتقليل من مخاطر الإدمان والمواكبة النفسية والاجتماعية. يشتغل هذا القطب بطريقتين ثابتة ومتنقلة، كما يوفر مواكبة للإدماج السوسيو مهني، عبر أنشطة فنية ورياضية للتنشئة الاجتماعية، بالإضافة إلى ورشات تكوينية.
الشركاء
- وزارة الصحة
- وزارة الداخلية
- شبكة الجمعية الوطنية للتقليل من مخاطر المخدرات
- جمعيات محلية متخصصة